ما هي الساعة الذهبية لمرضى السكتة الدماغية؟

هل تعلم أن الجلطة أو السكتة الدماغية هي أحد الأسباب الرئيسية للوفاة؟ بمجرد إصابتك بسكتة دماغية، قد تترك أثرًا طويل المدى على صحتك وحياتك.

تحدث السكتة الدماغية عندما تنسد فجأة أو تنفجر الأوعية الدموية في الدماغ، ونتيجة لذلك، يتم إعاقة إمداد الدم ولا يحصل عقلك على الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية ليعمل بشكل طبيعي. نظرًا لأن الدماغ هو وحدة المعالجة المركزية للجسم، فإن تأثر عمله يمكن أن يعرض حياتك للخطر. هذا الموقف يمكن أن يعطلك ويؤثر على السمع والتحدث والأكل والحركة وجميع العمليات الحيوية تقريبًا! هذا هو السبب في أن علاج السكتة الدماغية في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمريض.

لوحظ أن حوادث السكتة الدماغية تتزايد بشكل كبير والطريقة الوحيدة لإنقاذ حياتهم وتقليل مخاطر الإعاقة طويلة الأمد أو الوفاة هي من خلال توفير العلاج في غضون الساعة الذهبية. للأسف، معظم الناس لا يعرفون عن هذه الساعة الذهبية في السكتة الدماغية.

الساعة الذهبية هي المصطلح المستخدم للفترة الزمنية المنقذة للحياة حيث تكون فرص نجاة مريض السكتة الدماغية من خلال العلاج الفوري ممكنة. إذا تلقى المريض المساعدة الطبية مع حلول الساعة الذهبية، فيمكنه النجاة من مضاعفات السكتة الدماغية.

بالنسبة للسكتة الدماغية، فإن فترة الساعة الذهبية هي أربع ساعات ونصف بعد ظهور أعراض السكتة الدماغية مباشرة. في حالة عدم تلقي العلاج خلال هذا الوقت، قد يعاني المرء من تلف في الدماغ قد لا يتم علاجه بعد ذلك، مما يؤدي إلى تلف لا يمكن إصلاحه للدماغ. لذلك، فإن العناية الطبية الفورية لها أهمية قصوى وكل ثانية مهمة عند الحديث عن الجلطة القلبية أو الدماغية.

ونقول دائمًا إن "الوقت من ذهب" في تلك اللحظات، أي أنه كلما أسرعنا في استعادة تدفق الدم إلى القلب أو الدماغ، صارت النتائج أفضل بالنسبة للمريض.

على الرغم من التطور الطبي المُحرز على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية في علاج الجلطات في القلب أو الدماغ والوقاية منها، فإن الإحصائيات العالمية تبين أن 1 من كل 4 أشخاص فوق 25 عامًا يُصاب بالجلطة الدماغية مرة في حياته. في الولايات المتحدة، تحتل الجلطة الدماغية (السكتة الدماغية) المرتبة الخامسة في أسباب الوفاة وهي سبب رئيسي لحدوث الإعاقة.

تعود السكتة الدماغية إلى سببين رئيسيين. فتحدث السكتة الدماغية الإقفارية - الأكثر شيوعًا - عند انسداد أحد الأوعية الدموية التي تنقل الدم إلى الدماغ (بسبب جلطة أحد شرايين الدماغ). وتمثل السكتة الدماغية الإقفارية نسبة 87% من السكتات الدماغية. أما نسبة 13% المتبقية فبسبب حدوث النزيف في الأوعية الدموية في الدماغ، والمعروفة باسم السكتات الدماغية النزفية.

أؤكد أن "السكتة الدماغية هي عبارة عن نوبة دماغية. ونحن نشجع الجميع على التعرف على مؤشرات السكتة الدماغية وطلب المساعدة على الفور في حالات الطوارئ".

تشمل المؤشرات التي تدل على الإصابة بسكتة دماغية: صعوبة مفاجئة في التوازن، أو التناسق الحركي، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجية الرؤية، تدلي الوجه من جانب واحد، عدم القدرة على رفع كلا الذراعين، وعسر الكلام أو وجود صعوبة فيه. في حال ظهور واحدة أو أكثر من هذه الأعراض، يوصي الخبراء بالاتصال على خط الطوارئ الخاص بك على الفور.

"إنه لأمر غاية في الأهمية أن يلاحظ الناس ظهور المؤشرات التحذيرية على الشخص فربما يكون مصابًا بسكتة دماغية" ويمثل الوقت أحد العوامل الرئيسية في السكتات الدماغية الإقفارية، وكذلك إمكانية تناول أدوية مفيدة، مثل العقاقير المذيبة للجلطات، بأمان وفعالية. في حال تناول الدواء في وقت متأخر، قد يزداد الموقف سوءًا. وفي حال تناوله مبكرًا، يمكن أن تتحسن حالة الشخص بشكل كبير، ويمكن تقليل حالات الإعاقة الناتجة عن السكتة الدماغية.